الحمد لله الكريم الجواد القائل في محكم الكتاب: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) والصلاة والسلام على أجود الناس عطاءً، وأكرمهم خلقاً وبذلاً وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد…
إن المتأمل في أوامر الله عز وجل بفرضية الزكاة، يدرك بجلاء أهمية هذا الركن العظيم في تثبيت ركائز الأمة من النواحي التنموية والاقتصادية والأخلاقية وشيوع المحبة والأمن والسلام بين أفراد المجتمع الواحد، حيث تعزز مبادئ الزكاة وحِكَمِها إشاعة العدل والمساواة والرحمة بين جميع أفراد المجمتع ، فالغني الذي يؤديها يحمي ماله من النقص والآفات، فيبارك الله في ماله وينميه مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، كما تُعد الزكاة رافدا مهماً من روافدِ الاقتصاد الوطني عبر حث الغني باستثمار ماله وعدم اكتنازه حتى لا تأكلها الصدقة، فضلاً عن تداول المال وتحريكه من خلال إنفاق الزكاة في شراء ما يسد به الفقير حاجته، وبه تسود المودة والمحبة بين الغني والفقير عندما تُحفظ للفقير كرامتُه وتُسدُّ حاجته من مال أخيه الغني.
وقد أولت القيادة الرشيدة بمملكة البحرين عناية بالغة بالزكاة، إدراكاً منها بدورها البارز في تحقيق الاستقرار والرفاه والعدالة بين جميع الأطياف، وما صندوق الزكاة والصدقات إلا صفحة مضيئة من صفحات صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، عبر إصدار المرسوم بقانون رقم (8) لسنة 1979م بإنشاء صندوق الزكاة والصدقات، ثم توالت الرعاية الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه؛ وبدعم ومساندة من سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله ورعاه عبر تطوير القوانين واللوائح المنظمة لعمل الصندوق إيمانا منهم بأهمية تطوير آلية العمل لخدمة هذا الركن العظيم والارتقاء به في كافة المجالات.
ومنذ ذلك الحين دأب صندوق الزكاة والصدقات على اعتماد كل ما من شأنه تحقيق أهدافه النبيلة في خدمة المجتمع ، حيث نمت إيراداته بشكل ملحوظ خلال سنوات عمله، والذي أدى إلى توسيع نطاق الدعم وتحقيق أهداف الزكاة بما يتوافق مع رؤية مملكة البحرين 2030.
ونحن في سعي دائم وعمل حثيث لتطوير مستوى العمل في صندوق الزكاة والصدقات، من خلال رفع القدرة الإنتاجية واستقطاب الكوادر البشرية المتخصصة، والتطوير التقني والإداري، وتقوية الروابط والعلاقات مع أصحاب الأيادي البيضاء الذين لم يألوا جهداً في دعم الصندوق ومشاريعه، وصولاً لتحقيق أهداف التكافل المجتمعي والتوعية بأهمية هذا الركن العظيم.
نواف بن محمد المعاودة
وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف